الأطفال في رمضان يميلون إلى زيادة الحركة وكثرة التنقل وعدم الجلوس في مكان واحد لدرجة تثير ضجر الأهل وتخرجهم من اطوارهم. فيصبح شغلهم الشاغل هو رصد حركات الطفل لقمع تحركاته.
والحقيقة ان تحركات الطفل ومشاغباته المتزايدة في رمضان تعتبر نوعاً من لفت انتباه الطفل لمن حوله بسبب انشغالهم عنه اما بالعبادة قراءة القرآن، او الانشغال في المطبخ او السمر امام التلفاز وغيرها من البرنامج الرمضاني المزحوم في العادة..
وقد يتحرك الطفل بسبب الملل فيسلي نفسه ليذهب طفشه بالتنقل من مقعد لآخر أو من غرفة لأخرى.
وتفرض طبيعة نمو الطفل الفسيولوجية والإدراكية على الطفل بأن يكون لديه دافع للحركة بهدف استكشاف ما حوله وهي مرحلة لاحقة للمرحلة الالتقاطية. والطفل اثناء تنقله من مكان لآخر يحاول استكشاف البيئة التي حوله اذا كانت غير مستكشفة بالنسبة له.
وهذه السلوكيات وما يتبعها من قفز وجري وغيرها من الحركات تغيظ الأهل وتعتبر نوعاً من الشقاوة أو الشيطنة، مع أنها في الواقع تصرف طبيعي في حدوده الطبيعية. وإذا زاد على الحد المعقول فهي مشكلة عند الطفل لكنها ليس الاضطراب السلوكي المعروف ب «النشاط الحركي الزائد».
وقد تتحول من مشكلة عدم وجود مكان للتنفيس عن نفسه ودافع حاجته الحركية التي يحتاج إلى تحريكها لينمو جسدياً بشكل طبيعي الى الحاجات الفسيولوجية أو لعدم إشباع حاجاته العقلية وخاصة ملكات الإدراك ليدرك كل ما يمثل له علامة استفهام. إلى مشكلة حقيقية متمثلة في الاضطراب السلوكي «النشاط الحركي الزائد».
وأفضل حل نقدمه لابنائنا هو محاولة إشباع حاجتهم للحركة بتوفير بعض الألعاب التي تحتاج إلى مجهود عضلي أو حركي، لتساعد الطفل على تخلصه من الشحنة الطاقية الدافعة لحركته.
كما أن تجنيب الطفل أكل بعض المأكولات ذات السعرات الحرارية العالية في ساعات معينة مثل وقت المساء يجعل الطفل أقرب إلى السكون والهدوء.
اتباع هذه الأساليب مع تجنب تذكير الطفل بتصرفاته والسخرية منها وعدم التصريح بها أمام الآخرين مع عدم تعريضه للعقوبة القاسية، يساعد الطفل على الإقلاع عن هذا التصرف السلوكي دون ضرر على نفسيته.